اتصلنا بالشاعرة السورية إباء اسماعيل المقيمة في ميشغن بالولايات المتحدة الأمريكية وهي عضو إتِّحاد الكتّاب العرب لجمعيّة الشِّعر، عضو في المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون، عضو مؤسس لملتقى المبدعات العربيات، عضو مؤسس لإتّحاد الأدباء والكتّاب العرب الأمريكان حيث فتحت قلبها لـ “Maghreb PLUS” وكان لنا معها هذا الحوار :
بداية كيف هي أحوالك مع أجواء الحجر الصحي؟
أنا بخير وعائلتي بخير والحمد لله. أقيم في مدينة كلاركستون في ولاية ميشغن الأمريكية وهي مدينة نائية وصغيرة لحسن الحظ، ليس فيها بنايات بطوابق عالية بل منازل متباعِدة لأن عدد سكانها القليل يسمح لنا بالخروج والمشي في الهواء الطلق. أقضي أوقاتي مع عائلتي الصغيرة، بالقراءة والكتابة والرياضة وتحضير الوجبات الغنيّة بالخضروات لأنها تعزِّز المَناعة. هذا بالاضافة إلى تناول الفاكهة الغنية بالمواد المضادّة للأكسدة والتي تمنح الجسم مَناعة لمقاومة الفايروسات كالحمضيات والعصائر الطبيعية.
الولايات المتحدة الأمريكية الأولى حاليا من حيث عدد المصابين بـ فيروس كورونا وحالات الوفيات، فكيف تتعاملون مع هذا الوضع؟
الولايات المتحدة مؤلفة من 51 ولاية وكل ولاية بحجم دولة عربية أو أوروبّية، و لهذا عدد الاصابات والوفيات يبدو كبيراً. ويأتي ترتيب ولاية ميشغن الأمريكية التي أقيم فيها، الثالثة بكثافة انتشار الوباء. لايوجد لدينا خيار سوى الالتزام بالقواعد الصحيّة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية. المدارس والجامعات و”المولات” والمحال التجارية إلا “السوبرماركتات” التي تبيع المواد الغذائية اليومية فهي مفتوحة وبعدد ساعات أقل. ضمن عائلتي ومنهم أقاربي، عدّة أطبّاء بعدة اختصاصات، أصبحوا هُم في الصفّ الأول لرعاية المرضى والتّصدّي للوباء – حماهم الله – ولم تَعُد المَشافي والعيادات الطبية تستقبل المرضى العاديين للمراجعات بل فقط المصابين بالكورونا والحالات الاسعافية حتّى إشْعارٍ آخَر.
هل لديك أخبار أو أصداء عن الجالية السورية أو العربية في الولايات المتحدة الأمريكية مع أزمة الكورونا؟
ليس لديَّ إحصائية معينة، ولكن كل مَن أعرفهم من العائلات العربية والسورية هنا في الولايات المتحدة بخير وملتزمون بالحجر الصحي.
لو تُعَرِّف الشاعرة إباء اسماعيل نفسها لشعوب الدول المغاربية فماذا تقول؟
أنا إنسانة كَونيّة .. أنصهر بالعالم وبذات الوقت، أرى نفسي خارج الأقاليم، خارج القارات، خارج الأعراق، وخارج اللغات.. وأنا فيها وكلّها .. أتحسس العالم بهذا المنظور الإنساني، ولهذا لم أشعر بالغربة في كل المدن والعواصم العالمية التي وطأتها قدماي .. باريس مثلاً، تختلف عن دمشق وأمستردام والقاهرة وعمّان وواشنطن وبروكسل، لكن الإنسان مهما تغيرت بيئته، هو الإنسان .. في كل مكان أجد مساحة كونية وانسانية تُشبهني مهما اختلفت اللغات التي أسمعها وأتعلّمها.. الحسّ الإنساني في داخلي يتفاعل مع كل مجريات الحياة في هذا العالم وأنا ذرّة كونية منه. ووباء كورونا أكّدَ لي وللعالم كم نحن ننتمي لمصائر إنسانية واحدة.. من هذا الحسّ الإنساني الكَوني، نمَت روح الشاعرة التي تسكنني وعانقت كنسمة لا متناهية الأبعاد، الوجود بأكمله وحملتْ همومه.
هل ستستغلين فترة الحجر الصحي من أجل انجاز عمل أدبي جديد؟
الوقت لديّ هو الوقت. لم أنتظر الحجر الصحّي لأنجز وأكتب في غمار تجربتي الشِّعرية، هناك حالات أعيشها لأكتب .. ولديّ ماهو جديد من شِعر بالتأكيد . والإبداع الشَّعري يختلف عن العمل الروائي أو البحثي مثلاً . لأنك تُقرر أن تُنجز كتاباً بالتخطيط لفصوله ، بينما في الشِّعر، يصعب التخطيط بهذه الطريقة لأنه حالات تَراكمية كامتلاء النبع من تراكم مياه الأمطار.
من هم الكتاب والأدباء المغاربيين الذين تقرأين لهم أو تملكين معهم صداقة حاليا؟
يصعب عليّ حصر أسماء بعينها من الصداقات لأنها كثيرة .. أمّا قراءاتي فهي متنوعة جداً . وأنا من النوع الدائمة البحث عن كل ما هو جديد على الساحة الأدبية . الشِّعر والنقد تحديدًا.. كل يوم أكتشف أصواتًا ابداعية جديدة وأقرأ تجربتها . وأكتشف أسماء مبدعين عرب وأجانب لم يسبق لي أن قرأت لهم من قبل.. قرأت وسمعت مؤخراً قصائد للشاعر الهادي القمري من تونس، والشاعر الناقد عبد اللطيف الوراري من المغرب وأؤيده في قوله لا يجوز فصل الشعر المغاربي عن الشعر المشرقي، فكلاهما ينتمي إلى خارطة الشعر العربي بجذوره ومؤثراته وامتداداته وجمالياته سواء بسواء أما الروائية أحلام مستغانمي، فقرأت كتابها الأخير “شهياً كفراق”. وبسبب البُعد الجغرافي عن عالمنا العربي، يصعب عليّ اقتناء الكتب واصطياد الثمين منها وخاصة في معارض الكتب السنوية في العواصم العربية. ولكن انتشار النشر الالكتروني ساعدني على قراءة عشرات الكتب والمجلات.
ما هي الكلمة التي تريدين إرسالها إلى الشعب السوري وكل الشعوب العربية؟
اعتدتُ دائماً أن أملأ رسائلي الكونية الملونة بأوراق تحمل رسائل المحبة والسلام .. سأقول أكثر من ذلك شِعراً للانسان العربي بشكل خاص ولأي إنسان في العالم.
يا أنتَ كُنْ وَجْهي
الذي حلُمَتْ بهِ روحي زَمانا…
كُن أنتَ مُفتاحي
لأخرُجَ من ضبابِ الكَونِ
للنّورِ المُصفَّى
كُنْ طَريقي
للسفينةِ
و النجاةِ
فإنّها أرْضي و أرضُكَ
فلْتكنْ دوماً أمانا ..
كُنْ أنتَ لي وَطَناً
لأغْفوَ فيكَ
أمْنيةً
على جنحِ الحَمامْ..
كُنْ شَمسَ روحي
حينَ تغْزوها عَواصِفُ
من طغاةِ القتْلِ
أو سيلِ الرّكامْ…
كُنْ وُجْهَتي
نَحوَ الغَدِ المَوعودِ
بالفجْرِ الجَديدِ
و بالوِئامْ ..
كُنْ أنتَ كُلَّ حقائبي،
وَطَني المسافِرَ
في الوطنْ..
كُنْ أنتَ عِشْقي في البلادِ
و في البِحارِ
وكُنْ رفيقي في الطَّريقِ
و في الحَريقِ
وفي النّقاءِ
و في السَّلامْ..
كلُّ الّذي يبقى لنا
لَوْحٌ زُجاجيٌّ
منَ الأمَلِ الشَّفيفِ ،
بَياضُنا في الرّوحِ
لا .. لَنْ نَكْسُرَهْ ..
كلُّ الّذي يبقى لَنا
هَذي السَّماءُ
ثِمارُها،
قَمَرٌ
مَلائِكَةٌ
و نورٌ
و انتِفاضاتُ العَصافيرِ الشّقيّةِ
تحْتَفي بالقادِمِ الأبْهى
فَلا تَسْتَعْجِلِ الدُّنْيا
و لا تَعْبَأ بِشَرٍّ
قدْ غَزانا..
كيفَما اتّجَهَتْ رؤانا
وُجْهَةٌ أُخرى
سنَلْقى نورَها
في المحْبرةْ..
أَطْلِقْ جَناحَكَ للحياةْ
لا تَخْتَبئْ
في ظلِّ خَوفٍ
أو مَماتْ..
فَذواتُنا البيضاءُ قلْبٌ
للثَّباتْ…
مسيرة طويلة وحافلة لـ الشاعرة إباء إسماعيل
عضو إتِّحاد الكتّاب العرب ( جمعيّة الشِّعر)
عضو في المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون
عضو مؤسس لملتقى المبدعات العربيات
عضو مؤسس لإتّحاد الأدباء والكتّاب العرب الأمريكان
————————————————————-
– من مواليد حلب/ سوريا عام 1962
إجازة في الأدب الأنكليزي من جامعة تشرين السورية – 1985
(E.M.U) أنهت دراسة الماجستير بالأدب الانكليزي والأمريكي من جامعة إيسترن ميشغن الأمريكية عام 1995
1999 عام صدرت مجموعتها الشعرية الأولى (خيول الضوء والغربة) عن وزارة الثقافة السورية
2000 شهادة تكريم من نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي ديترويت ميشغن/ الولايات المتحدة عام
-2001عام صدرت مجموعتها الشعرية الثانية (أغنيات الروح) عن إتحادالكتاب العرب
المشاركة في أنثولوجيا ( الأنثوغرام بويم) ، والذي يتضمن لوحات للفنانة التشكيلية البريطانية ماري بلانت وقصائد لشعراء العالم بلغاتهم الأم ، وذلك ضمن معرض أقيم في قبرص شهر آب 2004
2005عام صدرت مجموعتها الشعرية الثالثة (ضوء بلادي) للأطفال عن إتحاد الكتّاب العرب
مٌترجِمة مع مترجمين آخرين لأنثولوجيا( الأدب العربي الأمريكي المعاصر) تحت إشراف وترجمة د. لطفي حداد عن دار صادر للطباعة والنشر- بيروت عام 2005
2006 عام شهادة تكريم من الجمعية الدولية للمترجمين العرب
2007عام صدرت مجموعتها الشعرية الرابعة (اشتعالات مُغترِبة) عن دار المرساة/ سوريا
رئيسة تحرير( مجلة صفحات مهجرية ) الصادرة ورقياً في ميشغن من عام 2000 حتى عام 2007
2009 عام صدرت مجموعتها الشعرية الخامسة ( صحوة النار والياسمين) عن وزارة الثقافة السورية
2010 عام صدرت ترجمتها لمجموعة شعرية للأطفال ( من شرق الموج الأبيض) للشاعر محمد سمير جعارة منشورة باللغتين العربية والانكليزية
2011 عام ) صدرت مجموعتها الشعرية السادسة بعنوان : ( أنتَ طفولتي في القصيدة
2011 عام شهادة تقدير من قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة ميشغن الأمريكية
شهادة تكريم من المركز الثقافي العراقي في واشنطن التابع لوزارة الثقافة العراقية أثناء مهرجان الشعر العراقي دورة الشاعر د. مصطفى جمال الدين الذي عقد في 29-30 تشرين الأول- أكتوبر 2011
عام 2013 صدرت مجموعتها الشعرية السابعة ( فراشةٌ في مدار الضوء)
2015 صدرتْ مجموعتها الشعرية الثامنة (صَوتي هديلُ وطن) عام
شهادة شكر و تقدير من المركز الثقافي العراقي في واشنطن للمشاركة الشِّعرية في حفل تكريم الشاعر المهجري الراحل خالد المقدسي عام 2013
صدرت مجموعتها الشِّعرية التاسِعة ( حديقةٌ مِن وجَع التُّراب) من منشورات إتّحاد الكتّاب العرب عام 2017
صدرت مجموعتها الشِّعرية العاشرة ( دروبٌ مُضيئة) وهي الثانية للأطفال بعد مجموعتها ( ضوءُ بلادي) من منشورات الهيئة العامّة السورية للكتاب – وزارة الثقافة السورية عام 2018
2018) عام صدرت مجموعتها الشِّعرية الحادية عشرة ( أُزْهِرُ فيكَ بَنَفْسَجاً
صدرت الطبعة الثانية من مجموعتها الشعرية ( صحوة النار والياسمين ) .. مضافةً إليها قصائد أخرى جديدة عام 2019
لديها ديوان باللغة الانكليزية جاهز للطبع بعنوان:
Ashes and Wings
شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية والندوات الثقافية والإعلامية في أمريكا الشمالية والعالم باللغتين العربية والإنكليزية, وذلك عبر العديد من المؤسسات الثقافية العربية الأمريكية والجامعات الامريكية : رابطة القلم ، نادي بنت جبيل الثقافي الأجتماعي ،آكسس , البيت العربي الثقافي ، منظمة أدباء بلا حدود ، إتحاد شعراء أمريكا اللاتينية ، إتحاد كتّاب تركيا ، جامعة ديترويت ميرسي ، جامعة شيكاغو، جامعة ميشغن و سكول كرافت كميونيتي كوليدج ، المتحف العربي الأمريكي ، المركز الثقافي العربي الأمريكي للثقافة والفنون … الخ
تدخل تجربتها الشعريّة في أنثولوجيات متعددة قام بها الباحثون : رئيس مؤسسة الشرق الثقافية الأديب والباحث اللبناني نخلة بدر، في أنثولوجيا (شعراء معاصرون عرب أمريكيون). وأنثولوجيا أخرى ( الشعر العربي المعاصر) للشاعر والباحث اللبناني د. قيصر عفيف رئيس تحرير مجلة الحركة الشعرية ، الأديب والباحث السوري د. لطفي حداد، في (أنثولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصِر) . والأديبة الباحثةالمغربية د. لطيفة حليم من جامعة محمد الخامس في المغرب، في أنثولوجيا (شاعرات مابعد جبران) والذي كان موضوع أطروحتها للدكتوراة
و الباحثة الأمريكية جيسيكا نيومان بالتعاون مع جامعة كولورادو الأمريكية
* بدأت الباحثة الأستاذة الجامعيّة د. لطيفة حليم بوضع نماذج من تجربتها الشعرية ضمن المنهاج الدراسي لطلاب الأدب العربي في جامعة محمد الخامس في الرّياط/المغرب منذ عام 2004
تُرجِمت العديد من قصائدها إلى اللغات الانكليزية والبلغارية والتركية
2019 – حصلت على عدة شهادات تقدير عربية وأمريكية نذكرمنها :
في الرابع من ديسمبر ، تمَّ تكريم الشاعرة في دار الأوبِّرا في القاهرة مُمَثِّلَةً بلدها سوريا من قِبَل المجلس الأعلى للثقافة و من قِبَل وزارة الثقافة المصرية ممثلةً بالدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية ، وذلك في الملتقى الثاني للمبدعات العربيات الذي عًقِدَ في القاهرة عام 2019 بالتعاون مع ديوان أهل القلم في لبنان .
وأيضاً حصلت على شهادة تكريم من مجلة العربي الأمريكي اليوم الصادرة في ولاية ميسغن الأمريكية ورئيس تحريرها الصحفي والروائي عبد الناصر مجلّي .
المنتدى الثقافي في ديربورن – تكريم الشاعرة إباء إسماعيل – قصيدة لنازك الملائكة
هواجسٌ على أرصفة الوطن – شِعر إباء اسماعيل –
2 تعليقات