DZالسياحة

ليست قرية في أوروبا .. “تيفردود” الأنظف والأجمل بـ تيزي وزّو !

لم تكن قرية تيفردود أو (ثيفرضوض وفق النطق الامازيغي)، في أعالي جبال جرجرة، تحظى بشهرة كبيرة، رغم ارتباطها بإسمين بارزَين؛ هما حسين آيت أحمد (1926 – 2015)، المناضل في الثورة الجزائرية والمعارض الذي قضى فيها شطرا من طفولته، كما يروي في مذكّراته “روح الاستقلال: مذكّرات مكافح” (2002)، والمناضل في الحركة الأمازيغية كمال أمزال (1962 – 1982)، الذي أغتيل من قبل اسلاميون في “جامعة الجزائر” بداية الثمانينيات، وقد عُدّ “أوّل شهيد للديموقراطية” في الجزائر.

.

فالقرية الأمازيغية الصغيرة، الواقعة على بعد 60 كلم جنوب شرق ولاية تيزي وزّو شرق الجزائر العاصمة، والتابعة إداريا لبلدية “آث يوسف”، اكتسبت شهرة إعلامية لامثيل لها بعد فوزها في أكتوبر 2017 بلقب أنظف قريةٍ في الولاية. لكن ما لفت الأنظار إليها أيضا، إضافةً إلى نظافتها وجمالها، هو اعتمادها نظاما اجتماعيا دقيقا في تسيير شأنها العام، مكّنها من إنجاز العديد من المنشآت الثقافية والاجتماعية وتنظيم الحياة العامّة بشكلٍ محكَم، من دون انتظار تدخّلٍ من الجهات الرسمية.

ففي عام 2016، قرر سكان قرية “تيفردود” الجزائرية قبول التحدي والمنافسة على جائزة أنظف قرية. وسريعا أضحى الحلم حقيقة بعد منافسة على اللقب مع 78 قرية أخرى.

 الجائزة والتي سميت “رابح عيسات” تخضع لعدة بنود، أهمها إعادة الاعتبار للمساحات العمومية والنافورات، واستحداث مساحات خضراء، وتجميل المحيط والشوارع، وصيانة المقابر وتنظيم عملية جمع النفايات.

وقد تم تحويل المساحات الفارغة إلى مساحات خضراء بزراعة العشب الطبيعي مع تخصيص ساحات لألعاب الأطفال وتشييد ملعب مغطى بالعشب الاصطناعي ومسبح وحضانة إلى جانب مركز ترفيهي للشباب، كما تمت تهيئة المنابع المائية وتحويل بعضها إلى نافورا.

وعلى مدخل القرية وفي شارعها الرئيسي، أقام سكان القرية لوحات تشكيلية تخلد كل واحدة منها ذكرى ومسيرة شهيد من شهداء القرية الــ28 الذين سقطوا في ميدان الشرف بثورة التحرير.

تيفيردود ، هو مثال في مجال التسيير الذي ينبض بالقلب التاريخي للقرية وفقا لهيكل تقليدي يسمى “ثجماعث”، التي يجتمع أعضاء لجنته كل شهر، ويصر هؤلاء على ضرورة تطوير السياحة المسؤولة والتضامنية بالمنطقة من خلال اقتراح دليل سياحي خاص بها من أجل الحفاظ على التقاليد والعادات السليمة، لأن هذه الصيغة سيكون لها تأثير اجتماعي واقتصادي من خلال خلق فرص العمل والثروة لتعزيز وتطوير هذا النوع من السياحة في بلادنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى