TNالرئيسية

جمال العميري مغترب تونسي منذ 4 عقود يكشف: “النجاح في الغربة يبدأ بالصبر والعمل الجاد ولا تخجلوا من هويتكم”

في هذا الحوار، نستضيف جمال العميري، تونسي مقيم في فرنسا منذ أربعة عقود. شارك العميري في العديد من الانتخابات كمراقب، ولديه خبرة واسعة في قضايا الهجرة والاندماج. نتحدث معه عن تجربته الشخصية وآرائه حول القضايا المرتبطة بالمهاجرين ومساهماتهم في المجتمعات المستضيفة و كذلك تجربته كمراقب للانتخابات في عديد الدول وكان لنا معه هذا الحوار:

 بدايةً حدثنا عن دوافع هجرتك إلى فرنسا وكيف كانت تجربتك في البداية؟

شكرًا على الاستضافة. هاجرت إلى فرنسا في أواخر السبعينيات بحثًا عن فرصة أفضل لحياة مستقرة. كنت شابًا طموحًا، وكنت أدرك أن الانتقال إلى بلد أجنبي سيحمل تحديات كبيرة، خصوصًا فيما يتعلق باللغة والثقافة. البداية كانت صعبة، ولكن مع الوقت تعلمت الاندماج وبنيت حياة جديدة مع الحفاظ على هويتي التونسية.

كيف ترى واقع المهاجرين اليوم مقارنة بتجربتك عند وصولك؟

هناك اختلاف كبير. في الماضي، كانت هناك فرص أكبر للاندماج، رغم الصعوبات. اليوم، أعتقد أن المهاجرين يواجهون تحديات أكبر بسبب تصاعد الخطاب السياسي المتعلق بالهجرة وصعود اليمين المتطرف في أوروبا. ومع ذلك، هناك جهود متزايدة من الجاليات المهاجرة لتعزيز التفاهم بين الثقافات.

بصفتك مراقبًا في الانتخابات، كيف تقيّم دور المهاجرين في الحياة السياسية بفرنسا؟

المهاجرون، وخاصة من الجيل الثاني والثالث، أصبحوا أكثر انخراطًا في الحياة السياسية. رأيت كيف أن العديد منهم لا يكتفون بالمشاركة كناخبين، بل يتقدمون أيضًا كمرشحين. هذا تطور إيجابي يعكس وعيًا بأهمية التأثير في القرارات التي تمس حياتهم.

 هل ترى أن المهاجرين التونسيين ما زالوا يحافظون على ارتباطهم ببلدهم الأم؟

بالتأكيد. التونسيون في فرنسا على وجه الخصوص لديهم روابط قوية مع وطنهم، سواء من خلال إرسال الأموال إلى عائلاتهم، أو المشاركة في الانتخابات التونسية من الخارج. هذا الارتباط يعكس حبهم العميق لتونس وحرصهم على المساهمة في بناء مستقبلها.

 ما رأيك في الدور الذي يمكن أن يلعبه المهاجرون في تحسين صورة الهجرة في المجتمعات المستضيفة؟

أعتقد أن المهاجرين يمكنهم تغيير الصور النمطية من خلال النجاح في مختلف المجالات، مثل التعليم، والأعمال، والثقافة. من المهم أيضًا تعزيز الحوار بين الثقافات لتوضيح أن الهجرة ليست عبئًا بل فرصة للتنوع والإثراء المتبادل.

ماهي الكلمة التي توجهها للمهاجرين الشباب الذين بدأوا رحلتهم في الخارج؟

لهم إن النجاح يبدأ بالصبر والعمل الجاد. لا تخجلوا من هويتكم، بل اجعلوها مصدر فخر وقوة. تذكروا أنكم تمثلون ثقافة عظيمة، وكونوا سفراء لها في كل مكان تذهبون إليه.

حاوره جيلاني الفيتوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى