DZالرياضة

الملاكم “طليبة عبد العزيز”.. بطل مغوار يغادرنا خلف الستار

اختار أنبل الرياضات وأرقاها فكان رجل عاديا يعمل بجد ليطور رياضة أحبها ، كان صمته ثمينا حين وجد نفسه بين مطرقة التهميش وسندان المعاناة لكنه صنع لذاته مكانا غيرالذي وضعوه فيه ، فكانت ألقابه هي عبارة عن كؤوس تُـركت على رفّ مظلم يملؤه غبار النسيان لأن بلدنا – وللأسف الشديد – لا يعترف إلا بأبطال الساحرة المستديرة فكان صراعه في الحياة يشبه كثيرا اللعبة التي أحبها فأسقطته أرضا بالضربة القاضية دون أن يُردّ له الجميل.

هو الملاكم الشهم ” طلحي طليبة ” Talhi Tlaïba المدعو ” عبد العزيز ” والمولود يوم 10 أوت 1948 بعنابة في حي “ديدوش مراد ” Lauriers Roses . لقد أبيت إلا أن أكتب بعض السطور المحتشمة لتُشفي غليلي بعد أن أبلغني صديقه الحميم ومنافسه السابق ” ابراهيم عطالله ” Brahim Attala عن وفاته متأثرا لفراقه ، معترفا بقدراته الفنية كونه الرجل الوحيد الذي هزمه عن جدارة بالنقاط في مقابلة حامية الوطيس خلال السبعينيات. فعلا لقد كتب التاريخ اسمه بحروف من ذهب، كيف لا ؟ وهو صاحب ستة (06) ألقاب وطنية في الكأس والبطولة متحديا بذلك الأبطال العنابـيـين الذين سبقوه في هذا الشأن وهما ” عمر تبخة ” Omar Tebakha و ” عبد الحميد بوتفنوشات ” Abdelhamid Boutefnouchet . وللإشارة فإن ” عبد العزيز طليـبة ” كان يتدرب تحت ألوان ” التنين الابيض لشباب عنابة ” JBAC وكان لديه مدربان – رحمهما الله – وهما ” محمد السطايفي ” Mohamed Staïfi و ” مسعود باڤو” Messaoud Bagou . كما لا ننسى أنه كان ينحدر من عائلة رياضية في الفن النبيل ، أخواه الشقيقان ” محمد الناصر” Mohamed –Nacer ملاكم قديم و ” يوسف ” Youcefبطل متحصل على ثلاثة (03) ألقاب وطنية بالإضافة إلى خاله ” حسين شرفي ” Hocine Chorfi بطل قديم في الدوري الفرنسي. رغم كل ما قدمه هذا البطل من إنجازات تفتخر به ” لاله بونة ” إلاّ أنه عاش موظفا بسيطا في الشركة العمومية التابعة لصندوق الضمان الاجتماعي CASOREC براتب زهيد لايسمح له إعالة أسرته فكان الأجدر بالسلطات المحلية والجمعيات الرياضية التكفل بحالته المزرية وتقديم له يد المساعدة ولكن – وللأسف الشديد – ظل يعاني الأمرّين حتى باغتته المنية يوم 21 سبتمبر 2020 ليوارى التراب في مقبرة ” بوقنطاس ” Boughentas تاركا وراءه فراغا كبيرا في نفوس أحبائه. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه .

 (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم

بقلم : عــلي مياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى