فقدت تونس 29 حلما وطموحا وشباب في عمر الزهور، أحلامهم تلاشت وسقطت في منحدر بولاية باجة، فالحافلة “المشؤومة” قتلت 29 شخصا دفعة واحدة وتركت البقية في المستشفيات يصارعون من أجل البقاء، وخلفت حادثة حافلة “عمدون” حالة من الحزن في قلوب التونسيين على من اعتبروهم بمثابة أبنائهم وأخوتهم، وقد خلف الضحايا بعد رحيلهم الكثير من القصص والأحلام التي تلاشت في لمح من البصر في رحلة تونس-عين دراهم أو بالأحرى “رحلة الموت”،
المصارعة “هيبة” قالت في آخر منشوراتها “سأرحل إلى الأبد”
تركت المصارعة والبطلة في رياضة “الكيك بوكسينغ” الطفلة “هيبة عبد اللاوي” ابنة سيدي بوزيد منشور مؤثر في حسابها على “الفايسبوك” والتي كتبت فيه “سأترك لكم نهاية جميلة ورائعة ..ثم سأرحل إلى الأبد”، وكانت المرحومة بارزة في رياضة “الكيك بوكسينغ” حيث توجت بالعديد من الألقاب والميداليات في الأصناف الشبانية.
ترجاها لكي يعانقها لـ آخر مرة لكن ..
بكى وتأثر الكثيرون عند رؤيتهم لآخر رسالة أرسلها أحد ضحايا حافلة “عمدون” إلى إحدى المقربين منه حيث اقترح عليها السفر معه إلى عين دراهم ومعانقتها لـ آخر مرة لكنها رفضت وأكدت له أنها لا تريد ملاقاته وجاء في رسائله “ايجا غدوة ..والله آخر مرة باش تراني..”، وفعلا كانت آخر رسالة ارسلها المرحوم عبر “الميسنجر” ولا تحظى التي تلقت الرسالة مرة آخرى بفرصة لقائه من جديد.
عائلة الحاجي تفقد طفلين في يوم واحد
فقدت عائلة “الحاجي” ضحى التي تبلغ من العمر 19 سنة وستجتاز في هذه السنة شهادة البكالوريا وأخيها نضال الحاجي الذي يدرس سنة ثالثة ثانوي بمعهد المحمدية الذي يتواجد في مدينة حاجب العيون في ولاية القيروان حيث صدم خبر وفاتهما في حادث الحافلة كامل أفراد عائلتهما.
ابتسام الساحلي ضحية حادثة القطار
ولم يلتئم جرح حادثة الحافلة لتقع “كارثة” آخرى في اليوم الموالي حيث توفيت الفتاة ابتسام الساحلي التي تبلغ من العمر 23 سنة بعد أن صدم قطار في منطقة الزوارين التابعة لمعتمدية الدهماني السيارة التي كانت ترافق المركبة التي كانت تقل جثمان المرحومة صابرين الدخلاوي التي توفيت في حادث “عمدون”، فـ “ابتسام” التي كانت تبكي لفقدان “صابرين” توفيت هي الآخرى.
أسماء وأحلام آخرى أخذها بقية الضحايا معهم
وتبقى الأسماء التي ذكرناها على غرار “هيبة” “ابتسام” والبقية مجرد عينة صغيرة ومثال عن الضحايا 29 الذين فقدناهم للأبد حيث يوجد أحلام وأسرار وأماني آخرى ستبقى مدفونة، فالأمر يتعلق بـ 26 شابا أعمارهم تتراوح ما بين 20 إلى 30 سنة لكن الشيء المؤكد هو أنهم سيبقون أحياء للأبد في قلوب عائلاتهم وأصدقائهم وكل الشعب التونسي الذي بكى لفقدانهم، للتذكير فمازال لحد كتابة هذه الأسطر الكثير من الجرحى يرقدون في مستشفيات تونس، وحسب ما كشفته مصادرنا فأن مصالح الحماية المدنية وصلت إلى مكان وقوع الحادث بعد مرور 51 دقيقة عن التبليغ، ويعيش الشارع التونسي حالة كبيرة من الغليان بسبب هذه الحادثة الأليمة وطفى على السطح موضوع الطرق التي تتواجد في حالة كارثية والتي تعتبر من بين أبرز أسباب وقوع هذه الفاجعة.