إنتهت النسخة الاولى من لقاء مساء الثقافة الذي نظمته منصة “أوراكشن” بالمكتبة العمومية للمطالعة بركات سليمان بنتائج مرضية لجميع الحاضرين الذين تنوعوا بين كتاب، ممثلين، مخرجيين وبعض مسيري ومدراء الهيئات الثقافية العمومية كمدير مسرح عنابة الممثل القدير عبد الحق بن معروف، أساتذة و طلاب جامعيين مختصيين في مجال الترويج الرقمي وممثلي و اعضاء الجمعيات و المجموعات الفاعلة في المجال الثقافي كجمعية البشائر الثقافية و مجموعة Bône Culture وجمعية فنون،
وكان موضوع اللقاء “الترويج للإبداع الثقافي بين مواقع التواصل و المواقع الإحترافية” بمداخلتين أولهما كانت للأستاذ عبد المالك حداد صاحب موقع إبن باديس الذي يحتفل هذه السنة بعامه 20 منذ تأسيسه سنة 2001 و يعتبر من أول المواقع الثقافية بالجزائر مما مكن مؤسسه من عرض مداخلته بأريحية تامة و التي كان عنوانها “الترويج للإبداع الثقافي بين الأمس و اليوم”، وتطرق فيها الأستاذ لمراحل تطور المواقع الثقافية في الجزائر بين مبادرات أفراد و هيئات, كما تطرق إلى تطور نسب إستخدام هذه المواقع مستندا الى أرقام و معطيات و تجربته الشخصية من موقعه الذي تحصل على 3 جوائز وطنية، بعدها كان هنالك نقاش بين الحاضرين حول تجاربهم الشخصية في الترويج لإبداعاتهم الثقافية و التي لم تكن معظمها موفقة أو على الأقل بعيدة عن طموحاتهم رغم إجتهادهم في الوصول الى مبتغاهم.
تسليط الضوء على المنصات الرقمية الاحترافية في الجزائر والعالم
أما المداخلة الثانية كانت للمشرف على منصة أورأكشن المختصة في الأنشطة المفتوحة و الفاعلين الثقافيين الأستاذ بلال قرفي والتي كان موضوعها “المنصات الرقمية الإحترافية في الجزائر و العالم” حيث إستهلها بإيضاح أن الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي لا تصلح أن تكون منصات إحترافية لعرض مباشر للإبداع الثقافي بسبب غياب إحدى هذه النقاط وهي الإحترافية، المصداقية، الشفافيةو الإيجابية مما فاجأ الكثير من الحاضرين بسبب إعتمادهم كلية و مباشرة على مواقع التواصل الإجتماعي بالأخص الفايسبوك مما ولد نقاش جيد, بعد هذه النقطة تطرق الى انواع هيكلة المواقع و المنصات الثقافية و التي تم تقسيمها إلى خمسة انواع منصات الفيديو ( ستريمينغ ) و التي عادة تعرض المنتوجات السينيمائية, المسرحيات, الأشرطة الثقافية و غير ذلك من العروض المصورة، منصات الجرائد و هي المنتشرة كثيرا في الجزائر و التي تحتوي على مقالات مبوبة تتناول مختلف المواضيع و الإختصاصات، منصات العروض الإفتراضية و هي التي بدأت في الظهور مؤخرا , يختص جلها في الزيارات الإفتراضية للمواقع الأثرية و المتاحف، منصات دليل المثقفين و الإبداعات و هي مواقع تقوم بأرشفة و عرض أهم الفاعليين الثقافيين و إبداعاتهم، منصات واجهات المثقفين الإحترافية و التي يعتقد انها ستكون مستقبل المنصات الثقافية لانها عكس باقي الأنواع الأخرى فهي تتيح للمثقفين لوحة تحكم توفر لهم حرية في الترويج لأعمالهم دون وسيط و معظمها يوفر لهم إمكانية تتبع تفاعل منتوجاتهم الثقافية في مواقع التواصل الإجتماعي بطريقة أكثر إحترافية تعتمد على مركزية المصدر الموثق, كما تمكن معظم هذه المنصات الفاعلين الثقافيين من بيع إبداعاتهم عن طريق الفضاء الرقمي، وتركز العرض لاحقا في عرض منصة اورأكشن كمثال للمنصات الثقافية اتي توفر واجهات تحكم للفاعلين الثقافيين حيث تطرق الحاضرون الى مختلف المشاكل و الصعوبات في إستخدام هذه المنصات و في كيفية تطويرها لتساير متطلبات البيئة المحلية خاصة و أن ثقافة إستهلاك الإبداع الثقافي الإحترافي ليست منتشرة بعد كما يجب لينتقل الحوار لاحقا عن مسؤولية تطوير هذه الثقافة من طرف الفاعليين الثقافيين لينتهي اللقاء بطرح هذه الإشكالية لموضوع للقاء القادم.