DZالمجتمع

إجماع على ضرورة محاربة هذه الظاهرة التي تجاوزت الخطوط الحمراء.. حملة “كلنا هي” تصرخ “لا للعنف ضد المرأة”

نظم أمس مجموعة من الشباب والشابات بالتعاون مع الجمعيات الثقافية، النوادي العلمية و المجموعات التطوعية لمدينة عنابة حملة “كلنا هي ” بهدف مناهضة العنف اللفظي و الجسدي ضد المرأة و الحد من الانتهاكات التي تتعرض لها نسوة الجزائر، وكان الموعد أول أمس مع إلقاء محاضرات قدمها أكاديميين وخبراء في علم الاجتماع وعلم النفس وأخصائيين قانونيين في فندق “الشيراطون” بعنابة حيث تم فتح النقاش أمام الحضور الذين طرحوا العديد من الأسئلة على المتدخلين وشارك في هذا اللقاء المميز كل من البروفيسور علي عليوة، بلحروف كاظم أسيا اخصائية في علم النفس وفي التنويم المغناطسي، الدكتورة ليلى نسيب من جامعة باجي مختار، الأستاذ بيرم محمد أنيس مختص في علم النفس والمحامية تومي ريم، وقبل انطلاق المداخلات تم عرض شريط فيديو مميز خاص بحملة “كلنا هي”، وتطرق المتدخلون لمعاناة العنصر النسوي من هذه الآفة والظاهرة الاجتماعية الخاصة بالتحرش الجنسي والمعاكسات في الشارع حيث يوجد صنف من الشباب الذين أصبحوا يمتهنون “مهنة” المعاكسات وإزعاج العنصر النسوي بطرق غير لائقة حيث يستهدفون كل النساء باختلاف أعمارهن وطريقة لباسهن وهو ما يؤكد أنهم يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة، وطالب الأخصائيون بضرورة انتفاضة المرأة لكي تدافع على نفسها من هذا العنف الذي يتضمن حتى “العنف اللطيف” و”العذب” ويمارس بالوسائل الرمزية الخالصة والتي تكون المرأة ضحيته في المجتمع الذكوري، فالمرأة دائما “مظلومة” بداية من أسرتها، وقال البروفيسور عليوة أن المرأة ذكية استطاعت أن تتكيف مع الهيمنة الذكورية وأصبحت هي التي تصدر القرارات، أما الأخصائية بولحروف فقالت أن المرأة هي “الأم” و”الأخت” و”الزوجة” و”البنت” فلا أحد يقبل أن تتعرض إحدى أقاربه لمثل هذه الاعتداءات والمعاكسات في الشارع أو التحرش الجنسي في العمل وفي وسائل النقل، وأضافت أن الكثير من النساء أصبحن يعانين من اضطربات نفسية و”فوبيا”  في الشارع من كثرة المعاكسات.

المشرع لم يحم المرأة بالشكل الكافي

تطرقت المحامية تومي للجانب القانوني وأكبر هاجس تصطدم به المرأة حيث ترغب في استعادة حقها ورفع شكوى ضد المتحرش بها فهذه الممارسة معنوية ووسائل الإثبات تكون ضعيفة من الناحية القانونية وحتى في حالة وجود شهود فأنه يتوقع غيابهم في الجلسات الموالية وهو ما سيساهم في تضييع المرأة في حقها وبعدها ستجد نفسها كضحية في القضية لأن المتحرش سيرفع ضدها شكوى بتهمة القذف وتشويه السمعة، وأكدت أن المشرع لم يحم المرأة بالشكل الكافي ويجب على الحقوقيات التحرك من أجل سن قانون رادع يحمي المرأة من الجنس الخشن.

السلوك الانحرافي نتيجة متوقعة من البطالة والفقر

أما الأستاذة نسيب ليلى من جامعة باجي مختار بعنابة فكشفت أن الفقر والبطالة ينتجان السلوك الانحرافي وسط المجتمع وهو ما يتسبب في وقوع العنف ضد المرأة في الشارع حيث يتوقع الشباب أن المرأة “ضعيفة” ولا ترد على تصرفاتهم لكن يوجد من ضربوا أمثلة بأشخاص أثرياء ويشغلون مناصب كبيرة لكنهم “صغار جدا” بتصرفاتهم الغير لائقة حيث يتحرشون جنسيا بالمرأة في مناصب العمل ويفرضون عليها الضغوطات ويعتبرونها كجسد فقط، وكانت هذا اللقاء الذي نظمه الشباب والشابات ناجح ومميز وهو ما يؤكد أن الطاقات الشبانية في عنابة قادرة على تنظيم التظاهرات الضخمة بأبسط الإمكانيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى