أدّت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي رفقة عدد هام من المديرين العامين بالوزارة يوم 5 ماي الجاري زيارة عمل الى ولاية جندوبة كانت ثرية من حيث اشرافها على جلسة حوارية مع مديري المهرجانات الصيفية الدولية بالجهة وافتتاحها لفعاليات الدورة الرابعة لـ”مهرجان 4/4 الدولي للمسرح المحترف”بجندوبة وافتتاح مهرجان”مجردة”للاقتصاد الإجتماعي والتضامني ببوسالم في دورته الثانية.
كما أدّت رفقة والي الجهة والمعتمد الاول لولاية جندوبة والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية وعدد من المسؤولين على المستويين المركزي والجهوي على قطاع التراث زيارة الى الموقع الأثري حيث إطّلعت على معرض للقطع الأثرية كما تباعت فعاليات شهر التراث بجندوبة، وذلك وسط حضور لافت من الضيوف والمسؤولين المحليين والجهويين من مختلف القطاعات وأشرفت بالفصاء الخارجي للمتحف الأثري بشمتو على فعاليات يوم دراسي تحت عنوان” تراثنا…بين خصوصيّة الموروث الحضاري ومكامن الإستثمار الإقتصادي” نظمته المندوبيّة الجهويّة للشؤون الثقافيّة بجندوبة بالشراكة مع المعهد الوطني للتراث وجمعية أحبّاء المكتبة والكتاب بولاية جندوبة وذلك في إطار الإحتفال بشهر التراث في دورته 32 الذي ينتظم تحت شعار”تراثنا: موروث حضاري.. مورد إقتصادي ”
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة أكدت الوزيرة قيمة هذه التظاهرات التي أثثت بعروض تجارية وفنية وثقافية وفكرية ورياضية وحاجة البلاد الى مثل هذه الحركة المتنوعة وذلك لما تحمله من رسائل الحياة والديناميكية وحاجة الأجيال من مختلف الفئات إليها كما تعهدت بدعم الحركة الثقافية بالجهة من خلال بعث متحف أثري ببلاريجيا والعمل على تشبيك التظاهرات الثقافية مع بقية الوزارات المعنية وتحويلها الى محامل تنموية تصقل القدرات والمهارات وتعرف بمخزون الجهة المادي واللامادي وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار ما تمتلكه الجهة من مدخرات وقدرات واعدة. واعتبرت الوزيرة الدكتورة حياة قطاط القرمازي ان الامكانات المتوفرة في الجهة يمكن تحويلها الى رافد ثقافي وتنموي قادر على دعم المنتجات الثقافية والفنية والاقتصادية لاسيما وان المقومات التي تمتلكها الجهة تتميز بالثراء والتنوع والقدرة على خلق صناعة ثقافية حقيقية تتطلب تفعيل دور الجمعيات والمنظمات والهياكل العمومية في تنميتها وتأطيرها والتشجيع والتحفيز على بعث شركات أهلية في مجال التراث والصناعات الثقافية والحرفية لتشدّد على أن الأمل الوحيد هو التشجيع على الإستثمار في الثقافة، بالمراهنة على الصناعات الثقافية وذلك بالاهتمام اكثربالتراث الثقافي المادي وغير المادي والعمل على تشجيع مشاريع نوعية وتأطير الأجيال القادمة والإحاطة خاصة بالطفولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. وتوجهت وزيرة الشؤون الثقافية إثر الجلسة الحوارية نحو متحف شمتو حيث اطلعت على هذا الفضاء ودعت القائمين على الشأن الثقافي بجندوبة إلى دفع الأهالي والتلاميذ لارتياد مثل هذه الفضاءات من أجل غرس قيم المواطنة وتجذير الهوية التونسية خاصة لدى جيل الغد. كما كان اليوم الدراسي مناسبة أصغت من خلاله إلوزيرة إلى مختلف مطالب الفاعلين في المجتمع المدني الذين قدموا مشاريع للاستثمار في التراث المادي للجهة. وقد تم التطرق خلال هذا اليوم الدراسي إلى عدة محاور من أهمها توظيف المخزون التراثي في التنمية الاقتصادية ومشروع مسلك سياحي نموذجي بين بلاريجيا والفائجة بولاية جندوبة ومشاريع الصيانة والترميم والوساطة الثقافية ودورها في المحافظة على الموقع الأثري ببلاريجيا وتثمينه وكذلك دور هياكل الدعم والمساندة في النهوض بقطاع التراث بالجهة.
أما في جهة بلاريجيا فقد اطلعت الوزيرة على الفضاء المخصص لإنشاء المركز التقديمي للموقع الأثري ببلاريجيا وهو حسب تأكيد من المهندس المعماري بوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية الاستاذ معزّ طوبال سيتضمن رؤية جديدة للعرض المتحفي، كما أضاف أن دراسة الهندسة المعمارية جاهزة في انتظار تحديد كلفة المشروع النهائية على أن تبدأ الأشغال خلال سنة 2024.
يشار الى ان اليوم الدراسي تحت عنوان” تراثنا…بين خصوصيّة الموروث الحضاري ومكامن الإستثمار الإقتصادي”تضمن أشغاله ثلاث جلسات علمية حول ” موروثنا الحضاري.. مكامن للمحافظة عليها ومشاريع للتثمين..” ودور هياكل الدعم والمساندة في النهوض وإستدامة قطاع التراث بولاية جندوبة “و” دور الجامعة والمؤسسات البحثية في المحافظة على التراث الجهوي وتثمينه”ومن خلال مداخلات حول “التراث المادي ببلطة بوعوان ورهان السياحة الثقافية” و”توظيف المخزون التراثي في التنمية الاقتصادية: مشروع مسلك سياحي نموذجي بين بلاريجيا والفائجة بولاية جندوبة”و”مشاريع الصيانة والترميم والوساطة الثقافية ودورها في المحافظة على الموقع الأثري ببلاريجيا وتثمينه” و”المخزون التراثي ومسالــك التجـوال والسياحـة بجندوبة… بين المعرفة الأكاديميـّة والواقع”و”المدن الأثرية على ضفاف مجردة غرب مدينة جندوبة “و” التموقع والأهداف العلمية للبرنامج البحثي لمخبر تثمين التراث الطبيعي والثقافي”
وقد قدّم هذه المداخلات كل من الدكتور محمد عزيزي وهو أستاذ جامعي بجامعة جندوبة والأستاذ فتحي توايتي والدكتورة هدى البرهومي وهي محافظ آثار بالمعهد الوطني للتراث والاستاذة سلوى عبد الخالق المديرة العامة لمركز تونس للإقتصاد الثقافي الرقمي بوزارة الشؤون الثقافية والاستاذ محمد علي جوادي رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية بجندوبة ورئيس جمعية مبادرة جندوبة والاستاذة هالة عنابي ممثلة جمعية النفاذ إلى التمويل وتنافسية الصناعات التقليدية الريفية AFCAR والاستاذ محمد العربي مناعي ممثل مشروع المبادرة الجهوية لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة –IRADA بجندوبة والاستاذ عبد المنعم درويش المنسق جهوي لمشروع JEUNESS والدكتور شكري طويهري وهو مدير بحوث بالمعهد الوطني للتراث والدكتورة منية عديلي وهي باحثة بالمعهد الوطني للتراث والدكتور جمال الدين غربي رئيس مخبر تثمين التراث الطبيعي والثقافي بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والتصرف بجندوبة ليختتم هذا اليوم الدراسي بعرض تقريره النهائي ورفع توصياته وتكريم المشاركين في أشغاله.
منصف كريمي