خلال زيارتها لولاية المنستير بالساحل التونسي، اطلعت السيدة أسماء السحيري الكاتبة العامة لشؤون البحر اليوم الجمعة على مشروع حماية جزر قوريا و كيفية تثمينها لاسيما متابعة عملية تعشيش السلاحف البحرية و تطوير البحوث العلمية المتعلقة بتثمين هذا المخزون البيولوجي و الايكولوجي فضلا عن إمكانية استغلالها بطرق مثلى لتنويع المنتوج السياحي.
و قد ثمّنت الكاتبة العامة لشؤون البحر، دور المصالح الجهوية و المركزية المعنية و دور المجتمع المدني و خاصة جمعية ازرقنا الكبير البيئية في بحث سبل التصرف الأمثل في جزر قوريا بطريقة علمية وتشاركية لحمايتها و المحافظة على طابعها البيئي و الايكولوجي وتثمينها سياحيا و علميا.
وعاينت الكاتبة العامة لشون البحر عملية ترقيم عدد 2 سلاحف بحرية وإطلاقها بعرض البحر بعد أن تم إنقاذها من شباك احد البحارة على أن يتم تسجيلهما لاحقا بالمعهد الوطني لعلوم و تكنولوجيا البحار.
و قد خصّصت هذه الزيارة البحرية لجزيرة قوريا أيضا، لعرض أهم التطورات في التصرف المندمج للمحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا باعتبار التنوع البيئي و الايكولوجي لهذه الجزر التي تبعد حوالي 18 كلم على سواحل مدينة المنستير و التي تزخر بثراء بيئي و بحري لا سيما تعشيش السلاحف البحرية من نوع ” كاريتا كاريتا .. Caretta Caretta ” المهددة بالانقراض و محطة هامة للطيور المهاجرة و وجهة سياحية هامة.
و لحماية جزر قوريا تم في مرحلة أولى، إحداث مركز للدراسة والتكوين حول السلاحف الحرية في انتظار تنفيذ جملة من المشاريع لا سيما مشروع دراسة الخرائط البحرية بكلفة 300 ألف دينار و مشروع دعم التصرف في المحمية البحرية بجزر قوريا من خلال حماية تعشيش السلاحف البحرية و متابعة و حماية الطيور المهاجرة بكلفة تناهز 600 ألف دينار ممولين ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة و على امتداد سنوات 2018 و 2019 و 2020 فضلا عن إعداد كراس شروط لتطوير السياحة الايكولوجي.
و بهدف المحافظ على جزيرة قوريا و التعريف بها و التحسيس و التوعية بأهمية المحافظة عليها، اوضح رئيس جمعية ازرقنا الكبير، أحمد السوقي ان 5000 زائرا لجزيرة قوريا من مختلف الشرائح و الجنسيات انتفعوا بحلقات تحسيس و توعية، فضلا عن تنفيذ البرنامج الجديد للجمعية الهادف الى تنظيم حلقات تكوين و تعريف بثراء جزيرة قوريا لفائدة المكلفين بالتسويق بالنزل و المراكب السياحية قصد تنويع المنتوج السياحي و التسويق الجيد لجزيرة قوريا ضمن المسلك السياحي و الوجهات السياحية المفضلة.
و أضاف انه تم تسجيل تعشيش 45 سلحفاة بحرية خلال سنة 2021 و انقاض 15 سلحفاة من الشباك و من الاختناق بمواد بلاستيكية فضلا عن تفريخ 2970 سلحفاة صغيرة خلال سنة 2020. تربية الأحياء المائية كما قامت الكاتبة العامة لشؤون البحر اليوم بزيارة مصيدة ثابتة لتربية الأحياء البحرية كمثال على قطاع تربية الأسماك بولاية المنستير و الذي يعد قطاع واعد و يساهم بأكثر من 60 % من الإنتاج الوطني، حيث أن نشاط تربية الأحياء المائية انطلق بولاية المنستير منذ سنة 2008 و بلغ حاليا 14 مشروعا منها 12 مشروعا منتجا، وبطاقة إنتاج جملية للشركات المنتصبة بالجهة تقدر بـ 17210 طن، حيث بلغ الإنتاج سنة 2019 ما يعادل 14065 طن أي 43% من الإنتاج الجملي للصيد البحري بالولاية و 60% من الإنتاج الوطني لتربية الأحياء المائية.