أسدل الستار مساء أمس على فعاليات الدورة الواحدة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية في حفل ضم الأسرة المسرحية الموسّعة من ضيوف ومشاركين ومكرمين ومتوجين وطلبة المسرح احتضنه مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بعد سلسلة مراطونية من العروض التي قاربت المائة وعشرين مسرحية جاءت من القارات الأربع وتوزّعت على مختلف الأقسام، وفعاليات ثقافية موازية: ندوات وورشات وموائد مستديرة ولقاءات وحلقات نقاش بحثت في الشأن المسرحي الراهن وما له علاقة بالذاكرة، تواصلت على امتداد أسبوع كامل، انتهت الدورة التي مكنت عشاق أب الفنون وجمهوره من تنفس مسرح حرّ وسط هذه الاضطرابات التي يعيشها العالم وخلّصته لفترة من الاختناق، تنتهي لتترك المجال لأخرى في نفس المكان وفي زمن آخر يأتي بعد عام طارحا أسئلة جديدة واشكاليات مختلفة وكذلك بعروض مسرحية حديثة الإنتاج يختلف منجزوها ومشخّصوها وتختلف مواضيعها… تنتهي الدورة ولا ينتهي السؤال المسرحي باعتباره ملازما للإنسان ومشاغله وتطلعاته باحثا عن سقف أعلى للحرية ومطالبا بها…في مسرح الأوبرا مساء أنس كان كل شيء جاهزا لاختتام هذا الموعد الجميل لم يبق سوى الإعلان عن النتائج وتتويج الفائزين بجوائز المسابقة الرسمية التي ضمت أربعة عشر عملا من تونس والمغرب وفلسطين والعراق ومصر ولبنان والأردن والبحرين والامارات وعمان والسينغال وكينيا تنافست على تانيت الدورة أمام لجنة تحكيم تركبت من التونسي رؤوف بن عمر (رئيسا) والأعضاء: صلاح القصب (العراق) عبد الواحد بن ياسر (المغرب) كوفي كواهولي (الكوت دي فوار) وجمال ياقوت (مصر) وكان مقررها التونسي كمال العلاوي.
انطلق الحفل الذي قدّمته الممثلة والمخرجة التونسية رباب السرايري بتكريم المتوجين في هذه الدورة الواحدة والعشرين وهم من تونس محمد رجاء فرحات وعزالدين المدني ومحمد مومن ومن مصر سمير العصفوري ومن لنان روجيه عساف ومن المغرب ثريا جبران التي انحنت تقديرا لجمهور وقف لها مثمّنا تجربتها كممثلة ومخرجة ووزيرة للثقافة… قدم بعده الممثل خالد بوزيد مقطعا من مسرحية “بعد حين” للمخرج أنور الشعافي المنجزة منذ ما يزيد عن الخمسة عشر عاما.
ثم جاءت اللحظة الحاسمة التي ينتظرها كل المشاركين سواء في عروض المسابقة الرسمية أو في العروض الموازية…
الإعلان عن الجوائز بدأ بالموازية وهي: جائزة صلاح القصب للإبداع المسرحي والتي تحصل عليها الدكتور عبد الحليم المسعودي عن نص “الروهة” الصادر عن دار مسكلياني في أوائل هذه السنة. ثم جائزة أفضل تقني التي يسندها الاتحاد العام التونسي للشغل وكانت من نصيب زين عبد الكافي عن مسرحيتي “قمرة دم” للمخرج معز مرابط و”سوق سوداء” لعلي اليحياوي، وجائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير وقد أسندتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لمسرحية “زوم” انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة وإخراج الهادي عباس، وجائزة الحرية لأفضل ثلاثة أعمال بنوادي المسرح بالوحدات السجنية والاصلاحية وتسندها الإدارة العامة للسجون والإصلاح والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب ومؤسسة أندا وتحصلت عليها الأعمال التالية: الحديقة السرية” للسجن المدني بالمرناقية إخراج علي الماجري و”الريح البرة” للسجن المدني بصفاقس إخراج علي البودي و”الدنيا والزمان” لمركز رعاية الأطفال الجانحين بالمروج إخراج سالم الورغي.
بينما تحصلت مسرحية “سوق سوداء” لعلي اليحياوي على جائزة التنوع الثقافي من قبل المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
وتحصلت مسرحية “رسائل الحرية” لحافظ خليفة عن نص لعزالدين المدني على جائزة أفضل عمل ناطق باللغة العربية من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وهي جائزة تم إحداثها في إطار شراكة بين المنظمة وأيام قرطاج المسرحية في دورتها الحالية.
الإعلان عن جوائز المسابقة الرسمية بدأ بجائزة أفضل نص وتحصّل عليها علي عبد النبي الزيدي عن المسرحية الفلسطينية “كلب الست”، ثم جائزة أفضل إخراج ونالها المخرج المغربي محمد الحر عن مسرحية “سماء أخرى” بينما ذهبت جائزة أفضل سينوغرافيا لمسرحية “مدق الحناء” من سلطنة عمان إخراج يوسف البلوشي.
جائزة أفضل ممثل كانت من نصيب العراقي رائد محسن عن دوره في مسرحية “أمكنة إسماعيل” بينما تحصلت التونسية نادية بوستة على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية “سيكاتريس”
اما جائزة العمل المتكامل فقد تحصّلت عليها مسرحية “الطوق والإسورة” للمخرج المصري سامح مهران.