عن دار نقوش عربية للاستاذ الجامعي والكاتب منصف الشابي صدر كتاب” حكايات درويش من العالمية إلى الدارجة التونسية” للحكواتي هشام درويش وفي محاولة من مؤلّفه لتقريب الحكاية الشعبية باعتبارها تراثا شفويا عالميا ليس له مؤلف توارثته الاجيال بصفة متواترة من الطفل اذ قام باقتباس هذه الحكايات التي جاءت في شكل مجموعات متباعدة لقرابة 20 حكاية من الحكايات العالمية وأعاد صياغتها بالدارجة التونسية من ذلك توظيف بعض الامثال الشعبية والأقوال المأثورة التونسية وبمزيد ضبط الحبكة الدرامية لكل حكاية لجعلها تستجيب أكثر لخصوصية الطفل التونسي والأسرة التونسية وللمربين على حد السواء في مختلف الاوساط. والجديد والمتميز في هذا الاصدار الجديد للحكواتي هشام درويش أن الحكايات المنشورة ستكون ايضا مسموعة من خلال تسجيلها مؤداة بصوته بتقنيات فن السرد والحكاية وذلك ضمن التوجهات الجديدة المتبعة في عديد دور النشر في اطار ما يعرف بـ”الكتاب المسموع”.
وسيكون ذلك بالتعاون مع دار النشر التي تديرها وتدير مشروع livox للكتاب المسموع الاستاذة زكية بوعصيدة وهي من الطرق المتبعة لتقريب التونسي أكثر من الكتاب جدير بالذكر ان استاذ التنشيط الثقافي الحكواتي هشام الدرويش وصاحب هذا المؤلّف استطاع أن يفتك مكانته على الساحة الثقافية كحكواتي له أسلوبه الخاص في سرد الحكايات بطريقة تربوية بيداغوجية متفردة وعلى امتداد أربع سنوات قدم فيها مئات الحكايات والمواقف والعبر الانسانية مما جعل عديد الاولياء يبحثون عنها في كل المكتبات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ليقدموها لأطفالهم ومنها جاءت فكرة نشرها وتوثيقها لتحصل الاستفادة وعن هذا الاصدار الجديد أفادنا مؤلّفه الاستاذ هشام درويش قائلا”جاء المؤلّف في شكل سلسلة لمجموعة من الحكايات القصيرة ولكن معانيها كبيرة ومن خلال اقتباس هذه الحكايات واعادة صياغتها بالدارجة التونسية ومن خلال توظيف بعض الامثال الشعبية والاقوال المأثورة التونسية وبمزيد ضبط الحبكة الدرامية لكل حكاية لجعلها تستجيب أكثر لخصوصية الطفل التونسي أسرته وهي حكايات سبق ان قدمتها في إطار عروض الحكواتي على مدى سنوات في عديد الفضاءات الثقافية لتكون تتويجا بعد ثلاث او اربع سنوات من اشتغالي على التراث الشفوي من امثال شعبية وحكايات شعبية واقوال مأثورة .
وقد كانت لي تجربة ثرية جدا في برنامج نوار عشية مع معز الغربي في الاذاعة الوطنية من خلال فقرة خدمة نظيفة ومنها كانت الفكرة في اقتباس الحكايات واعادة صياغتها وتقديمها بأسلوب مغاير،فبعد هذه التجربة تأكد لي ان الحكاية دورها كبير تربويا وبيداغوجيا في تمرير العبرة و المعلومة الى الاطفال وأذكر إني بعد كل عرض سواء في المدارس او في المعارض أو في بعض الفضاءات الثقافية كنت استقبل الاولياء والمربين والمعلمين والمنشطين ويتساءلون عن كيفية ايجاد هذه الحكايات مقروءة أو مسموعة لإعادة تقديمها للأطفال ومن هنا جاءت فكرة النشر لأوثق هذه التجربة كتابة وصوتا وهو ما يعبر عنه بالكتاب المسموع وهنا استغل الفرصة لأشكر الاستاذ الجامعي المنصف الشابي مدير دار نقوش عربية للنشر الذي اعجب بالتجربة و شجعها خاصة في ما يتعلّق بالنشر باللهجة الدارجة التونسية الصرفة” ويذكر ايضا ان هذا الاصدار ينصهر ضمن مشروع كبير يشتغل عليه الحكواتي هشام درويش منذ سنوات وفي سياق اهتمامه وولعه بفن الحكاية الشعبية بهدف تونسة الحكايات العالمية المنسوجة من الخيال الشعبى والمتداولة بين الناس جيلا بعد جيل والمتميّزة ببلاغة العمق وجمال المتن وبهدف تطويع هذا التراث ليكون بمناخات البيئة التونسية معتمدا على توظيف بعض الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة التونسية وعلى مزيد ضبط الحبكة الدرامية لكل حكاية حتى تستجيب أكثر لخصوصية المتقبل وخاصة من فئة الاطفال وللغرض فقد انضم الحكواتي ومدير المركز الوطني للاتصال الثقافي بوزارة الشؤون الثقافية هشام درويش إلى مشروع “حكايتي”المدعوم من المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة عبد المحسن القطان والهادف الى توثيق التراث الشفوي من أمثال وحكايات شعبية سواء عبر مختلف المحامل الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي أو عن طريق الكتابة والتدوين.
منصف كريمي