نشرت ألفة الحامدي منشور في الفايسبوك: “في حياة الانسان، اي حاجة كبيرة و ايجابية يحققها هي اكيد بدات بفكرة قبل ما تولّي حقيقة. قراية، سفر، فلوس، صغار، مشروع، كتاب، حجة، كرهبة، دار، اختراع، …. هذه هي طبيعة الحياة، برشة حاجات نحققوهم بداو بفكرة، برغبة. ساعات، انت و المحيط الي عايش فيه و الناس الي دايرين بيك، الفكرة تبان “معجزة” قبل ما تولي حقيقة و في برشة حالات، حتى الناس الي دايرين بيك يقولولك “تحلم، يا ولدي كون واقعي شوية” ساعات، كيف تحقق فكرتك و تنجح، الناس الي دايرة بيك ماتصدقش، تولّي تقول: “عنده الزهر، اكيد فم شكون وراه، موش صحيح، فلوس حرام، …”هذا زادة ينطبق على الشعوب و المجتمعات،
في امريكا مثلا، ركن من اركان الحلم الامريكي هو انه الفرد او العائلة توصل تملك دار. هذه فكرة بدات في الستينات و تبنى علاها نظام اقتصادي كامل هدفه “تمليك” الناس ديار. هذاك علاش في امريكا، كيف تشري دار، خلاص القرض ما عليهش آداءات، و القوانين الخاصة بالناس الي تشري دار لاول مرة متعددة و فم برشة انتخابات تأثرت بمدى قدرة الحزب الحاكم انه يقدّم بالناس باش تملك ديار. كيف كيف، الاقتصاد قائم على فكرة انه القراية توصّل و هي مصعد اجتماعي، لذا كيف يتقبل شاب في جامعة، ينجم ياخذ قرض بدون ضمان باش يقرى و يخلصه على عقود كيف يخدم و قروض القراية تسهيلاتها و قوانينها خاصة و مُقنّنة. نظام كامل يشجعك باش تقرى و تخدم و تحسن حياتك و تخرج من الاطار الي تنجّم تكون مااخترتوش (لانه الانسان مايختارش الظروف الي يتولد فيها اما ينجم يختار وين يمشي…) حتى تونس، في عديد مراحل تاريخها، تطورها بدى بفكرة، من قرطاج او “المدينة الجديدة” الّي تأسست بفكرة الى الاستقلال من فرنسا الي بدى بفكرة في اذهان مجموعة من المناضلين الى الثورة الي بدات بفكرة هي زادة. اما في تونس، عمرنا ماكان عنا فكرة و تصور لاقتصاد بلادنا او تصور لحياتنا اليومية مخالف للتعب الي عايشينه. تغيير الاقتصاد في تونس لازم يبدى قبل كل شيء بفكرة، تصور، تصور موجود في خيال قيادة البلاد باش يتحقق. بورڤيبة و جيله حلموا بتونس مستقلة و حققوا هذا، و انتم يا قيادة تونس و نخبتها اليوم، باش تحلموا؟المشكل اليوم و الي انا عشته عن قرب من خلال تجربة التونيسار، انه القيادة في تونس، لا تفكر و لاتخلينا نفكّروا. لا تحلم و لاتخلينا نحلموا، لاتخدم و لاتخلينا نخدموا، لاتغامر و لاتخلينا نغامروا…هذاك علاش الشباب قاعد يهاجر و أرض الله واسعة. مبعد ما روحت لامريكا المرة هذه، و مبعد ما قررت الاستقرار النهائي في امريكا خاصة و انني لمدة عشرة سنين، حاولت نرجع لتونس ثلاثة مرات و كل مرة نعاود نخرج لانني نلقى روحي في صراع مع عقلية كاملة في القيادة و “النخبة” (باستثناء المؤسسة العسكرية و قياداتها) و هو صراع وفى المرة هذه بنوع من العنف …. توة فهمت معضلة بلادنا. المشكل موش في الشعب، المشكل موش في الناس، المشكل موش في الادارة التونسية، المشكل موش في التاريخ، المشكل موش في الامكانيات، المشكل موش في الميزانية، المشكل موش في الخبرة، المشكل موش في البلدان الاخرى، المشكل في القيادة متاعنا و الحاشية الي دايرة بيها من “نخبة” امكانياتها محدودة “تاكل في خبزة” كيف ما نقولوا. علاش لازمنا قيادات شابة في البلاد، موش حكاية عمر، بل لانه الشباب مازال مادخلش في المنظومة و مازال ينجم يجازف و يحمل الدهك و يحارب.لانه الشباب مازال ينجم يفكر و يحلم. لانه اليوم متوسط الاعمار للشعب التونسي هو 32.
الشباب موش مزية او شعار، الشباب اغلبية.لانه العائلات الكل خايفة على مستقبل ولادها. نهاركم زين
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا