بعد الانتقال الى المجتمع الافتراضي تلاشت الحواجز بين البشر واختلطت الافكار والثقافات مودعين بذلك زمن الاتصال الشخصي الذي كان قائما بين افراد محددين من الناس و الخطاب بينهم كان لا يتعداهم الا في حالات بثها على وسائل الاتصال الجماهرية لكن مع انتشار الانترنات ومواقع التواصل الاجتماعي التي اضحت متاحة لعامة الناس وأصبح الجميع يستخدمونه في نطاقات مختلفة كالترفيه والثقيف. يتم أيضا استخدامه في تبادل خطابات الكراهية بطريقة متطرفة و نوع من التمييز والعنف اللفظي، وانتشرت انتشارا واسعا بين فئات المجتمع، هذه الخطابات التي كانت قبلا تمارس في نطاقات ضيقة كالمقاهي او التجمعات بأشكالها المتعددة، لكن اليوم وجدت مجالا اوسع تفعل فيه مفعولها مضاعفا مئات المرات كونها وصلت الى اعماق المجتمع الجزائري المستخدم لمواقع التواصل بشكل واسع ويتلقى مضامينها والرسائل التي تـنشر عبرها ويصدقها الاغلبية إما لسذاجتهم أو لكونها تطابق ميولاتهم المريضة فظهرت الطبقية والعنصرية والتفرقة والتنابز بالكراهية .
في الفترة الاخيرة تزايد العنف اللفظي بين الجزائريين على خلفية احتفالات بيناير رأس السنة الامازغية هذا الصراع الافتراضي الذي ولد مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، كان الجزائريون قبلها يعيشون في انسجام وتكامل بجميع فئاتهم وتنوع ثقافاتهم ولا نكاد نسمع ما نسمعه ونراه اليوم من ألفاظ متداولة إلا في نطاقات جد ضيقة بين افراد محدودين معروفين بتطرفهم وجهويتهم وطريقتهم الفضة واللا مسؤولة وهم في الغالب من استعمل فضاءات التواصل اليوم ونشروا سمومهم التي وصلت حتى إلى خارج حدود الجزائر، أين تدخلت فيه وغذته بنسبة معتبرة شعوب اخرى، جارة او صديقة و تابع العالم ذلك التنابز بواسطة موقع فايسبوك بالدرجة الاولى هذا الاخير الذي اصبح جزء لا يتجزأ من يوميات اغلب الشعوب ما عدا تلك التي مُنعت من الاتصال بخارج حدودها وانغلقت على نفسها واستسلمت لدكتاتورية حكامها وبالتالي لم تتابع ولن تتابع إلا ما ينقله اليهم إعلامهم . في الجزائر اليوم نحن أمام ظاهرة تستحق الدراسة والتمعن، حيث يرى من ينظر إلينا من خلال مواقع التواصل أننا شعب سهل الكسر ولحمته مهدورة ، حيث يرى خلافات كبيرة، وصراع عظيم وخطابات كراهية مقيتة لكن الذي ينظر بعين الواقع يرى العكس تماما، إذا نزلنا إلى مستواياتنا الاولى في التواصل الشخصي نجد الواقع كما هو قبل ظهور الانترت، الجزائريون في الشوارع وفي جميع مناح الحياة العامة نجدهم يعيشون جنبا إلى جنب مع حساسية بسيطة جدا لا تنكر ولا تكاد تذكر ،أما تلك الخطابات المغرضة التي تسبب فيها متطرفون قلة من الفئات المُشكِلة للمجتمع الجزائري المتنوع فلا لا تتعدى منابر الافتراضي .