لا يزال غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة والتسخين يهدد العائلات الجزائرية حسب ما تشير إليه إحصائيات الحماية المدنية بعنابة التي سجلت سنة 2018حوالي 65حالة اختناق،الأمر الذي دفع بها تنظيم حملات توعوية للتحذير من مخاطره.
تستعمل العائلات الجزائرية المواقد والمدافئ وسخانات المياه بكثرة في فصل الخريف والشتاء مما يخلف أحيانا حوادث منزلية يتسبب فيها الغاز، خاصة وان غاز أول أكسيد الكربون الذي هو غاز عديم اللون والرائحة، لا ينذر ضحاياه مسبقا لا بحرقة في العينين ولا بتهيج في الحلق ولا بسعال،بل يشعرون بشيء من النشوة والإسترخاء، ومن الممكن أن يؤدي إلى الوفاة أو المرض بشكل مفاجئ، لذلك سمي بالقاتل الصامت.
أعـراض التسمم بغـاز أول أكسيد الكـربون
يشعر المتسمم بغاز أول أكسيد الكربون بالصداع و الدوار، الضعف، الغثيان، التقيؤ، آلام الصدر، التشويش و فقدان التوازن إضافة إلى تشنج العضلات وعدم القدرة على القيام ،كما يمكن أن يؤدي استنشاق كميات كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون إلى فقدان الوعي أو الوفاة، وعلى غير المتوقع، فإنه من الممكن أن يكون تشخيص حالة التسمم بأول أكسيد الكربون صعباً لأن الأعراض تكون مشابهة للأعراض الخاصة بالأمراض الأخرى،ومن الممكن أن يتسبب إستنشاق أول أكسيد الكربون بالوفاة قبل ظهور الأعراض على المصاب.
طرق الوقاية من الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون
قامت مديرية الحماية المدنية بالتنسيق مع المؤسسات المعنية بحملات تحسيسية تقدم من خلالها حزمة من النصائح والإرشادات الوقائية على حث المواطنين على عدم اقتناء الأجهزة المقلدة وغير المعروفة وغير المعتمدة مع إلزامية المراقبة الدورية وتنظيف أجهزة التدفئة وسخانات المياه وأي أدوات أخرى تعمل بالغاز،كما يجب تفقد ومعاينة المداخن وقنوات صرف الدخان والتأكد من صلاحيتها وعدم إنسدادها بأعشاش الطيور وغيرها من فضلات الأشغال أو أوراق الأشجار المتساقطة وغيرها،هذا مع ضرورة التهوئة اليومية للغرف صباحا ومساءا ولو لمدة 10 دقائق، من اجل تجديد الهواء والتخلص من الغازات الفاسدة المحتملة، هذا ودعا رجال الحماية المدنية العائلات العنابية والجزائرية إلى ضرورة تركيب أجهزة الكشف والإنذار الخاصة بالغاز وذلك على ارتفاع واحد متر فوق الأجهزة التدفئة والتسخين وان استلزم الأمر يركب جهاز الإنذار حتى بالغرف بغرف النوم،كما حذر محدثونا من استخدام سخانات كيميائية قابلة للنقل داخل المنزل، إضافة إلى التحذير من استخدام المواقد من اجل التدفئة حيث يؤدي ذلك إلى انبعاث أول أكسيد الكربون داخل المنزل أو الحجرة، وبالتالي يعرض القاطنون بالبيت إلى خطر الاختناق، وفي ذات السياق حذر رجال الحماية المدنية من استخدام شوايات الفحم او المولدات الكهربائية داخل المنزل أو بداخل القبو أو المرآب أو قرب النافذة والباب أو قرب فتحة التهوية لتفادي ولوج الغازات المحترقة وتسربها إلى الداخل ،وهو ما قد يتسبب في حالات اختناق قد لا يحمد عقباها.
مايجب القيام في حالة وقوع حالات اختناق بالغاز
قال محدثونا انه في حال وقوع اختناق بالغاز أو في حالة الشك، يجب الغلق الفوري للمصدر المتسبب في الإنبعاث دون إشعال أو إطفاء زر الإنارة وهذا لتفادي حدوث خطر ثانوي أخر كخطر الحريق والإنفجار مع ضرورة فتح الأبواب والنوافذ على مصرعيها وعلى نطاق واسع و مغادرة المنزل أوالعمارة في آن واحد وعلى الفورمع الاتصال بمصالح الحماية المدنية للتدخل العاجل،وعدم الرجوع إلى المنزل الى بعد إزالة الخطر.