المجاهد سليمان بركات “LE ROI” العقل المدبر و”المحارب الشرس”
يعتبر المجاهد سليمان بركات من بين الأسماء الكبيرة في النضال ضد الاستعمار الفرنسي حيث كان من بين المجاهدين الكبار في المنطقة الشرقية وهو من مواليد 1 ديسمبر 1921 بواد زناتي بقالمة، ابن علي وبركات مسعودة، عاش يتيما في بيت وأسرة متواضعة وعانى من الحرمان، وزاول سليمان بركات دارسته الابتدائية باللغة الفرنسية إلى غاية نهاية هذا الطور ثم التحق بالكشافة الإسلامية التي غرست فيه بذور الأصالة الوطنية وحسن الأخلاق، وبعدها زجت فرنسا بالجزائريين في المستعمرات في الحرب العالمية الثانية وبعد انتصار الحلفاء على ألمانيا في ماي 1945 أخلف الفرنسيون بوعدهم وقاموا بمجازر يوم 8 ماي 1945 في واد زناتي، قالمة، سطيف خراطة وفي هذه الفترة كان المجاهد سليمان بركات منخرطا في خلايا حزب الشعب وكان من بين الأطراف التي حركت الرأي العام من أجل القيام بالمظاهرات وإيصال صوت الشعب الجزائري إلى العالم.
شارك في العديد من التحالفات السرية
شارك المجاهد سليمان بركات في تحالفات سرية وتجمعات خفية ضمت عددا من المناضلين وعند انكشاف هذا الحزب تحول إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية “MTLD” الذي يحمل نفس المبادئ لكن بتسمية مغايرة، وظل المجاهد يناضل منذ اندلاع الثورة التحريرية يوم الفاتح من نوفمبر 1954 حيث كان ينشط سريا وشارك في لقاءات سرية وتجمعات، وتم تكليفه بجمع المناضلين الوطنيين الذين يؤمنون بالكفاح المسلح، ومن خلال هذه المهام التمهيدية تمكن المناضل بركات سليمان من الحصول على خبرة ثقافية واعية وأفكار ثورية رائدة دفعته إلى المشاركة في المنظمة السرية منذ تأسيسها 1947، وكان القياديون لديهم إيمانا راسخا بأن النضال السياسي وحده لا يكفي وأن النضال المسلح ضروري، وبهذه الروح وبرئاسة محمد بلوزداد محمد نشأت المنظمة السرية الخاصة التي ضمن خيرة أبناء المنطقة الذين تشبعوا بالأفكار الثورية الداعية لافتكاك الاستقلال عن طريق الكفاح المسلح.
تم اعتقاله في العديد من المرات وتم نفيه وتعرض للتعذيب
تعرض المجاهد سليمان بركات المدعو بـ “LE ROI ” للاعتقال من طرف المستعمر الفرنسي في العديد من المرات حيث تم توقيفه يوم 22 مارس 1950 بواد زناتي وسجن بسجن “BONE” بعنابة مع رفقائه من أعضاء المنظمة الرسمية على غرار زيغود يوسف، عمار بن عودة، بكوش عبد الباقي، وفر من السجن يوم 21 أفريل 1951 وحكم عليه غيابيا بحكم مؤرخ في 30 جوان 1951 بـ 10 سنوات سجن، وبقي يناضل سرا إلى أن ألقي عليه القبض في وهران بعد أن تعرف عليه أحد سكان منطقة واد زناتي سنة 1953 وتم حبسه في سجن “BOSSUET” وأعيد إلى سجن عنابة سنة 1954 ثم تم إطلاق سراحه سنة 1955 وتعرض لمختلف أنواع التعذيب وبعدها تم نفيه إلى معتقل بالمسيلة ثم تم اطلاق سراحه لينظم إلى جبهة التحرير الوطني وواصل كفاحه ضد المستعمر.
كان يتنقل بأزياء تنكرية من أجل إخفاء الأسلحة
وتولى المجاهد سليمان بركات عدة مهام سياسية في عنابة حيث شارك في العديد من المظاهرات منها مظاهرات 11 ديسمبر 1969 وكلف بتنظيمها في عنابة بعد أن شعرت جبهة التحرير أن المدن الكبرى بدأت تضعف مقاومتها أمام ضغوط المستعمر والاعتقالات المستمرة للمجاهدين والقيادات، وكان يجمع الرجال والنساء من جميع القطاعات والذين ساهموا في إعطاء النبض للثورة حيث أقنع النساء العاملات في الإدارة الفرنسية كالبلدية والمستشفيات بالانضمام للمظاهرات وساهم في تقديم الدعم الكافي بالأموال والوسائل لتحريك المظاهرات في قلب عنابة، وكان المحرك المحوري فاحتضنته العائلات العنابية ودعمته بالإيواء بعد تنفيذ العمليات الثورية، وكان يتنقل بأزياء تنكرية لكي يخدع جيش المستعمر، وينقل الأسلحة.
بقي يناضل حتى بعد الاستقلال
وبقي المجاهد سليمان بركات يناضل حتى بعد الاستقلال حيث تولى مسؤولية مراقبة الفترة الانتقالية إلى غاية الاستقلال وبعد تقلد العديد من المناصب في حزب جبهة التحرير الوطني وانتخب نائبا عن مدينةعنابة في أول مجلس وطني تأسيسي جزائري ومسؤول المنظمة الوطنية للمجاهدين، وبعد وفاته يوم 25 ماي 2009 وتكريما لما قدمه للجزائر تم إطلاق اسم المجاهد سليمان بركات على المكتبة الرئيسية للمطالعة العموية التي تم تدشينها يوم 1 نوفمبر 2012، وتم إطلاق اسمه أيضا على غابة الاستجمام “جبل عربية” بواد زناتي بولاية قالمة والتي تم تدشينها يوم 20 أوت 2017.