فتحت الباحثة والمؤرخة المتخصصة في إفريقيا والمنطقة المغاربية صوفي بسيس قلبها لـ “MAGHREB PLUS” على هامش المحاضرة التي قدمتها في المعهد الفرنسي بعنابة والتي كان موضوعها “الثورة التونسية ..بعد 10 سنوات ما هي النتائج ؟” وتحدثت عن العديد من المواضيع المهمة وعن رأيها في الأوضاع الحالية في تونس بعد الثورة قالت:” تونس دخلت مسار الديمقراطية ويوجد تقدم ملموس ومحسوس في هذا المجال بعد التغيير الجذري الذي وقع في النظام، فهذه تجربة جديدة في السياسة وبالطبع وكل هذا التغيير لا يمكن أن يحدث بسهولة ودون وجود أي عراقيل أو صعوبات، وتونس اصطدمت بمشكلين عويصين وهما الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، فالشعب التونسي خرج إلى الشارع في ديسمبر 2010 وفي جانفي 2011 من أجل مطالب اجتماعية والبلاد تتواجد حاليا في وضعية اقتصادية حرجة خاصة أن نسبة البطالة مازالت مرتفعة ويوجد مشكل ثاني وهو ضعف الطبقة السياسية ووجود ظواهر سلبية عديدة كالتهريب والأسواق الموازية، كما يوجد تأثيرات خارجية على غرار الأزمة الليبية لأنه يوجد 350 كيلومتر كحدود بين البلدين، وفي ليبيا يوجد مجموعات جهادية تشكل خطر على تونس، عموما يوجد تقدم من الناحية الديمقراطية ومشاكل اقتصادية واجتماعية وطبقة سياسية لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب”، أما فيما يتعلق برأيها في المستجدات التي ستقع في تونس بعد انتخاب قيس سعيد مؤخرا فقالت صوفي بسيس:”بعد التغييرات التي طرأت في الدستور مؤخرا فنظام الحكم أصبح برلماني والرئيس لا يملك سلطة كبيرة وقيس سعيد حازم وليس من النوع الذي سيعتدي على الدستور وكل المعطيات تشير إلى حل البرلمان خاصة أن الوضعية غامضة ولا يوجد أغلبية مطلقة وهو ما يطرح العديد من نقاط الاستفهام”، أما فيما يتعلق برأيها في ثورة الابتسامة التي حدثت في الجزائر سنة 2019 علقت صوفي بسيس قائلة:”توجه الجزائر نحو المسار الديمقراطي سيعود بالفائدة على المنطقة بكاملها لأن الجزائر بلد كبير وله مكانته في القارة الإفريقية لكن وحسب التجربة التونسية أؤكد أن الديمقراطية لن تحقق بين ليلة وضحاها والطريق صعب للغاية”.
“يوجد حرب ميليشيات في ليبيا والحوار السياسي هو الحل”
أما فيما يتعلق برأيها في الأزمة الليبية قالت: “لا يمكن التكهن بكيفية نهاية الصراع في ليبيا لأنه اندلعت حرب ميليشيات منذ سقوط نظام القذافي، وفي ليبيا ليس مثل في سوريا يوجد صراع بين النظام والمعارضة، حيث يوجد طرف مدعم من طرف قطر وتركيا وهو السراج والطرف الثاني مدعم من مصر والإمارات العربية المتحدة، وأؤكد أن الحل لن يكون بانتصار طرف على الآخر عسكريا بل الحل هو الحوارالسياسي”.
“الثورات فتحت صفحة جديدة في تاريخ الدول العربية”
وعن رأيها في الثورات العربية التي وقعت قالت:” البداية كانت في تونس سنة 2011 ومرت بسلام مقارنة بدول آخرى، فقد وقعت بعدها مأساة كبيرة في سوريا، أما الثورة في البحرين فتم التحكم فيها بمساعدة من العربية السعودية والإمارات، وفي مصر وقع انقلاب عسري وفي ليبيا الصراع لم ينته بعد والأزمة متواصلة، واعتبر أن الثورات العربية “نقطة انطلاق” وليس “نقطة وصول”، وفي سنة 2019 شهدنا وقوع المزيد من الثورات على غرار ما حدث في الجزائر، السودان، العراق ولبنان، فالثورات كانت بمثابة فتح صفحة جديدة في تاريخ الدول العربية”، للتذكير فـ صوفي بسيس الفرنسية-التونسية التي أجرت محاضرة أول أمس في المعهد الفرنسي بعنابة سبق وأن شغلت منصب رئيسة التحرير في اليومية الشهيرة “JEUNE AFRIQUE” وحاليا تعمل كباحثة مع معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية”IRIS” في باريس وأمينة عامة في الفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الانسان، كما درست لفترة طويلة الاقتصاد السياسي في قسم العلوم السياسية في جامعة السوربون وفي المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية، كما أنها خبيرة في “اليونيسكو” و”اليونيساف” وشاركت في العديد من المهمات في الدول الإفريقية.