
يعمل المهندس المعماري التونسي محمد الحبيب بن رمضان، المقيم في مدغشقر منذ ثماني سنوات، على تعزيز التعاون الاقتصادي بين تونس ومدغشقر من خلال تأسيسه لـ”الغرفة الاقتصادية التونسية الملغاشية”، التي تسعى إلى فتح آفاق جديدة للتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وكان بن رمضان قد غادر تونس منذ سنوات طويلة، حيث أقام لفترة في اليونان قبل أن يقرر التوجه نحو إفريقيا، وتحديدًا مدغشقر، بمساعدة أحد أقاربه. رغم انخفاض الراتب مقارنة بما كان يتقاضاه سابقًا، إلا أنه اختار خوض التحدي، ليؤسس لاحقًا شركته الأولى في مجال البناء، والتي تطورت لاحقًا إلى مجموعة شركات تنشط في العاصمة أنتاناناريفو. وبفضل التزامه في العمل وانضباطه، استطاع بن رمضان أن يكوّن شبكة علاقات واسعة في الأوساط المهنية والاقتصادية بالبلد، وهو ما مكّنه من لعب دور فعال في دعم المبادرات الاقتصادية ذات البعد الإفريقي. وفي خطوة اجتماعية موازية، أسس “ودادية التونسيين بمدغشقر”، وهي جمعية تُعنى بشؤون الجالية التونسية رغم قلة عددها، وتهدف إلى تمكينهم من إطار تنظيمي يمكّنهم من النشاط والتواصل وتبادل الدعم. ويؤمن بن رمضان، الذي يُعرف بتوجهه الإفريقي، أن مستقبل الاقتصاد التونسي يرتبط بانفتاحه على الأسواق الإفريقية، وخاصة السوق الملغاشية، التي وصفها بـ”الواعدة”. كما يعتبر أن الموقع الجغرافي لمدغشقر يُتيح فرصًا كبيرة للتعاون، لاسيما في مجالات البنية التحتية، الطاقة، الفلاحة، والخدمات. وفي هذا السياق، تعمل الغرفة الاقتصادية التونسية الملغاشية حاليًا على التحضير لتنظيم الأيام الاقتصادية التونسية الملغاشية في جانفي 2026، والتي ستجمع رجال أعمال ومؤسسات من البلدين، بهدف بحث فرص الشراكة والاستثمار، ودعم حضور تونس في الأسواق الإفريقية. يُذكر أن محمد الحبيب بن رمضان يعد من بين الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج التي راهنت على السوق الإفريقية، وحققت نجاحًا في محيط غير تقليدي، مع المحافظة على روابط قوية بالوطن الأم والمساهمة في تعزيز مكانته إقليميًا.
جيلاني الفيتوري




